خصائص الصورة المرئية
Attributes of the VisualImage
تتكون الصورة المرئية من تفاعل عدة عناصر فوتوغرافية متغيرة. ومن المهم أن نعرف ما هي تلك المتغيرات وكيفية استخدامها في السرد الروائي البصري.
أولا - النصوع : Brightness
يمكن أن تختلف الصور المرئية في درجة نصوعها ، والتي تستخدم للتدعيم والتأكيد على الإحساس الذي ينبع من المشهد. وعموما تعطى الإضاءة القوية High Key درجة نصوع عالية للصورة،فيحين تعطى الإضاءة الخافتة Low Key درجة أقل نصوعا . أما الإضاءة المتوسطة Mid Key فتعطى درجة نصوع وسط بين الاثنين.
وتعتمد درجة نصوع كل لقطة على المحتوى الدرامي لها. فعادةً تجد أن درجة الإضاءة القوية مفضلة في المشاهد المبهجة، بينما تستخدم الإضاءة المنخفضة في مشاهد التوتر الدرامي .
وعلى الرغم من أن الإضاءة القوية أو الخافتة تؤثر عموما على درجة نصوع الصورة، إلا انه يمكن إضاءة أجزاء من الكادر بطريقة مختلفة، لجذب انتباه المتفرج، أو لمتطلبات تكوين الصورة. فمثلا يمكن إحداث درجة نصوع عالية لأجزاء معينة من الكادر وذلك بهدف التأكيد على عنصر معين داخله. كما يمكن خفت النصوع في بعض أجزاء لقطة بها إضاءة قوية، بهدف خلق تكوينا أكثر تشويقا وإثارة.
ثانيا - التباين : Contrast
يعبر التباين هنا عن الدرجات المتفاوتة ما بين الأبيض الخالص والأسود الخالص. وتعبر درجة التباين المنخفضة عن تداخل واسع بين درجتي الأسود والأبيض، فيظهر ناعما أمام العين.فيحين أن درجة التباين العالية، تعبر عن تفاوت صغير بين درجتي الأسود والأبيض فيظهر صارخا شديد الوضوح.
ثالثا - طبيعة الإضاءة : Quality ofLight
تعبر طبيعة الإضاءة عن مدى حدتها أو نعومتها . فالنوعية الحادة هي التي تحتوى على الكثير من الظلال الغامقة ذات الحواف المحددة , بينما تحتوى النوعية الناعمة على ظلالا أقل إضاءة وأكثر تشويشا .
رابعا - بؤرة الوضوح : Focus
تعبر البؤرة عن مدى وضوح الصورة ككل ، ويمكن أن تتفاوت ما بين عدم الوضوح أو الهلامية إلى الوضوح الشديد.
خامسا - عمق الميدان : Depth of field
وهو يعبر عن مدى عمق الوضوح الذي تستطيع أن تصله البؤرة Focus داخل اللقطة . فإذا كان عمق الميدان ضيقا ، يكون موضوع التصوير شديد الوضوح و الخلفية غير واضحة blurry ، بينما يكون لعمق الميدان الأوسع درجة وضوح حادة لموضوع التصوير وللخلفية.
سادسا - المنظور : Perspective
ويعبر ذلك عن سعة وعمق الميدان الذي يمكن التحكم فيه من خلال اختيار عدسة الكاميرا. حيث يمكن ضغط خلفية ومقدمة الصورة معا، بحيث تظهر المسافة بينهما قريبة ، أو إزالة الضغط بحيث تظهر بينهما مسافة كبيرة.
(نلاحظ حجم الأشخاص في لخلفية)
ويمكن أن يؤثر عمق المنظور على إدراك المتفرج لسرعة الحركة داخل المشهد. فيمكن أن تظهر الحركة بطيئة حين يكون العمق مضغوطا، أو أن تظهر سريعة حين يكون العمق غير مضغوطا .
سابعا - اللون: Color
يطلق علي اللون أيضا اسم Hue ويمكن التلاعب به من خلال الإضاءة ، وأثناء مراحل التحميض والطبع في المعمل . والتصوير بالألوان يضيف إلى الصورة محتوى جمالي متغير:
1- أصل اللون : Overall Hue
يمكن صبغ صورة المشهد بلون معين لإيصال الإحساس بالعواطف أو بالمكان والزمان للمتفرج . فالألوان الباردة تعطى إحساسا بالعزلة والبرودة، وتعطى الألوان الدافئة إحساسا بالرومانسية والدفء. ويأخذ اختلاف الوقت أثناء النهار ألوانا مختلفة، حيث يعبر الأصفر عن شروق الشمس، ويعبر الأحمر عن غروبها، والأزرق عن الليل. ويمكن أيضا أن تعبر الألوان عن تفاوت الفترات الزمنية، فمثلا قد تستخدم الألوان الصفراء البنية لمحاكاة شكل الصور الفوتوغرافية القديمة.
استعمال الألوان الدافئة والباردة
كما يمكن أن يؤدى تغيير اللون من مشهد لآخر، إلى مساعدة المتفرج على استقبال المتغيرات الأخرى الأعم بالمشهد .
2- درجة التشبع : Saturation
تعبر درجة التشبع المستخدمة في الصورة عن مدى غناها بالألوان , فتعطى الألوان الغنية التشبع شعورا نابضا بالحياة، في حين أن الألوان القليلة التشبع تعطى صورة باهتة. ويمكن أن يعبر مدى غنى أو فقر الصورة بالألوان عن جوها النفسي أو زمانها. فمثلا لقطة الرجوع للخلف Flash Back يمكن التعبير عنها باستخدام أقل درجة تشبع من الألوان.
3- التأكيد : Emphasis
يكون لبعض الألوان القدرة على جذب العين إليها، اعتمادا على كيفية ترتيبها داخل تكوين الصورة. لذا فإن اختيار لونا معينا بعناية قد يستخدم للرغبة في التأكيد على عنصر أو مساحة معينة داخل الكادر.
4- التباين : Contrast
يمكن استخدام الألوان المتباينة لتوصيل جوانب معينة في الشخصية، أو لخلق نوع مرغوب من التوتر في تكوين الصورة.
ثامنا - حبيبات الصورة : Grain
الحبيبات هي الجزيئات البلورية المتناهية الصغر التي تتكون منها الصورة الفوتوغرافية. وعادة ما تكون غير مرئية , ولكن يمكن أن تظهر تحت ظروف معالجة معينة. مما يعطى مظهرا حبيبيا للصورة، يستخدم أساسا للأغراض الجمالية.
تاسعا - الإحساس البصري: Look
عادة ما يعبر الإحساس البصري بالفيلم عن النسيج البصري للصورة texture (مثل الحبيبات أو البؤرة) ، ولكنه في الحقيقة يعبر عن معنى أوسع وأشمل من ذلك. فتأتى الأحاسيس البصرية المختلفة للصورة المرئية من خلال التلاعب المنظم لكل العناصر الفوتوغرافية المكونة للصورة، ويشمل ذلك التباين Contrast ,والبؤرة focus, والإضاءة lighting ,واللون color ,وعمق الميدان depth of field ,والبعد البؤري للعدسة lens focal length . ويمكن أن يكون هذا ظاهرا أو خفيا.
ويدعم الإحساس البصري العناصر الأساسية المحركة للفيلم. فعلى سبيل المثال، استخدم فيلم "The French Connection" الحبيبات والإضاءة القوية لإعطاء الفيلم شعورا بالواقعية، تقريبا مثل تصوير نشرات الأخبار، بينما استخدم فيلم "Rear Window" تباين عالي وألوان مشبعة لتوصيل الإحساس بالرومانسية والغرام.
ويمكن للإحساس البصري للفيلم أن يظل ثابتا، أو أن يتغير تبعا لعلاقته بمتغيرات معينة في القصة. فمثلا قد يكون ملائما التبديل بين احساسين بصريين مختلفين للتعبير عن تبدل في متغيرات القصة كالمكان، أو الفترة الزمنية. ويمكن أيضا للإحساس البصري ومتغيراته أن تعبر عن نمو الشخصية وتطورها.
المفضلات